top of page

شارة ثمن برعاية سلطوية

تشرين الثاني 2014 أحيا مشاغبون يهود ذكرى 29 تشرين الثاني بإحراق وإفساد المدرسة ثنائية اللغة الواقعة في القدس، بين القطمون وبيت صفافا. لقد أصبحت عمليات التخريب والإرهاب التي تقوم بها عصابات يهودية نازية تسمي نفسها «شارة ثمن» أمرا اعتياديا في المدرسة التي تؤيد الحياة المشتركة والمساواة بين اليهود والعرب، الامر الذي يكرهه مؤيدو قانون القومية. فعصابات شارة الثمن هي السرايا الطليعية للمبادرين بالتشريع العنصري. وتقوم بهذه العمليات الارهابية بلا معيق منذ سنين وحتى اليوم هذه العصابات من المشاغبين، مئات عديدة من الاصابات للفلسطينيين، سواء من سكان الضفة أم من مواطني اسرائيل. فقد أفسد المخربون الكروم، أحرقوا المساجد والبيوت، لوثوا الكنائس وافسدوا مئات من السيارات على جانبي خطوط وقف النار. ويحتمل بالتأكيد ان يكون الفلسطينيون الذين قتلوا في هذه السنوات ممن لم يقتلهم جنود، لاقوا حتفهم على ايدي هؤلاء المخربين باستثناء أنهم لم يخلفوا في الحالات التي انتهت فيها العملية بالقتل آثارا تدل عليهم.

لا تعمل هذه العصابات في فراغ. فهي تحظى بالاسناد سواء من أجزاء من السكان المستوطنين أم من بعض اصحاب المناصب الامنية ومسؤولي قوات انفاذ القانون ممن ينتمون لهذه الفئة من السكان. ومع تصاعد وتيرة وكمية العمليات تزايدت المطالبات بالاعلان عن منفذي «شارة الثمن» كأعضاء في منظمة إرهابية والتعامل معهم بما يتناسب مع ذلك. وأوصى المستشار القانوني للحكومة المؤتمن ظاهرا على سلطة القانون الحكومة اليمينية العنصرية ألا تفعل ذلك. فقد أخذ بحجة رئيس الوزراء الذي قال ان تعريفهم كمنظمة ارهابية سيكون خطأ من شأنه أن يلحق ضررا بصورة اسرائيل في الاسرة الدولية، وسيزيد من نزع الشرعية عنها ويشجع محافل في العالم على التشبيه بين أعمال «شارة الثمن» وأعمال حماس والجهاد الاسلامي. ويعد هذا المفهوم تعبيرا طبيعيا عن فكرة «الدولة اليهودية»، التي تقف على تناقض تام مع فكرة الدولة العلمانية الديمقراطية.

وكنتيجة لهذا الموقف فان الارهابي يعتبر في اسرائيل ليس من يقتل عشرات المصلين في مسجد بل فقط من يقتل يهودا في كنيس. ويتبين أنه في دولة اليهود قرر مستشارا قانونيا أصبح في هذه الاثناء قاضيا في المحكمة العليا بان الارهابي هو شخص عضو في جسم يريد فقط المس بالدولة اليهودية. وهكذا فانه عندما يحرق نازيون يهود مدرسة تتبنى المساواة بين اليهود والعرب، فإنهم يشكلون عمليا مبعوثين من الحكومة التي تعمل على قانون القومية، المبني على ذات المنهاج الذي وقف خلف القوانين العنصرية في ألمانيا النازية. وهم يثبتون ذلك بالشعارات النكراء التي خلفوها وراءهم: «ضد السرطان والتعايش»، «ضد الزيجات المختلطة» و»أيها العرب الى الخارح». أما زيارات المواساة التي قام بها مندوبو حكومة اسرائيل ممن جاءوا الى المدرسة لتقديم التعازي، فكانوا مشهدا واضحا للازدواجية الاخلاقية للسلطة. فبينما يؤيدون الدولة العنصرية اليهودية، يشجبون اولئك الذين ينفذون الاستنتاجات النابعة من ذلك.

ايلي أمينوف

הבמה הדמוקרטית

المنبر الديمقراطي

اللجنة من أجل دولة علمانية ديمقراطية في كل أرض فلسطين

הוועד למען מדינה חילונית דמוקרטית בכל פלסטין

bottom of page