top of page

كفى لسلطة الهستدروت – حان وقت اتحاد مهني حقيقي

  • habama15
  • Jul 3, 2009
  • 16 min read

من اصدار اللجنة لأجل الجمهورية الديمقراطية والعلمانية في كامل فلسطين

تاريخ الهستدروت في التسعين سنة الأخيرة هو تاريخ منظمة سياسية عرقية ذات برنامج مضاد للعمال. ان مشاركتها في الائتلاف الحالي وفي سياسة نتنياهو الاقتصادية ذروة أخرى في فسادها. وعملها المضاد لجمهور العمال في نضالهم عن شروط عملهم برهان آخر على استهزاء قيادتها.

يحتاج جمهور العمال الى اتحاد مهني كالاحتياج الى الهواء للنفس. ففي الاتحاد المهني يبني العمال الجسم الذي يمثلهم أمام رب العمل، ويقودهم الى النضال عن أجورهم وعن شروط عملهم. في الصورة التقليدية تبنى منظمة العمال على اتحادات في مستوى مكان العمل ينحصر عملها في المصالح الخاصة لكل جمهور عمال. هذه المنظمات تتوحد باتحادات مهنية للفروع المختلفة، وتشكل المنظمة العليا للاتحادات هتسدروت المهن. تعبر المنظمة العليا عن إرادة سائر طبقة العمال ازاء ارباب العمل واصحاب المال والدولة.

هل يثبت الجسم الاسرائيلي «الهستدروت» لهذه التعريفات الكلاسيكية؟ سنبرهن بهذه المقالة على أن جواب هذا السؤال بالنفي. واستنتاجنا انه يجب على نشطاء جمهور العمال مهمة بناء هستدروت اتحاد مهني مستقل وديمقراطي بدلا منها.

برنامج مقلوب منذ يوم الانشاء انشئت الهستدروت في كانون الاول 1920 في مؤتمر تأسيسي في حيفا. لقد اقيمت كتحالف بين حزبين صهيونيين: اتحاد العمل بقيادة دافيد بن غوريون، واسحاق بن تسفي وبيرل كتسنلسون، و «هابوعيل هتسعير»، بقيادة موشيه شرتوك (شاريت بعد ذلك). ائتلف في الهستدروت منذ بدء ايامها الاولى شركة العمال مع مصانعها الصناعية والزراعية؛ «وتنوفا» وهي شركة لتسويق الانتاج الزراعي اليهودي؛ و «همشمبير» بتسويق الانتاج المصنع؛ و «صندوق المرضى» لعلاج صحة اعضاءها؛ و «سوليل بونيه» وهي شركة البناء وشق الشوارع. وصف الاقتصاد الاسرائيلي حتى سنة 1985 على أنه مقسوم بين ثلاثة قطاعات: ثلثه ملك للهستدروت، وثلثه ملك للدولة، وثلثه ملك خاص.

هكذا اصبحت الهستدروت اكبر مشغل في دولة اسرائيل الى جانب الدولة نفسها. في اعتبارات الادارة قام الربح اولا، وعلى ذلك تم تعويق لجان العمال في جميع القطاع الهستدروتي الضخم. اصبحت الهستدروت هي المالك، وفي الوقت نفسه كان يفترض ان تمثل العمال ايضا. لم يكن لهذا المبنى: تنظيم مقسم تقسيما حزبيا من اعلى الى اسفل، مع سيطرة على اتحادات اقتصادية عظيمة القوة داخل نظام رأس مالي، شبيه في اي اتحاد مهني في العالم. لانه لا يمكن ان يملك اتحاد مهني مصانع كبيرة ويستعمل فيها العمال الذين يفترض ان يمثلهم هو. هذا المبنى، الغريب على كل هستدروت مهنية، هو نتاج السياسة والايديولوجية اللتين قامتا من وراء اقامة «الهستدروت العامة للعمال العبريين في ارض اسرائيل». قامت هذه المنظمة قبل تسعين سنة لا كمنظمة عمال من اعضاء اجراء لكونهم عمالا اجراء، ولم تكن غايتها الدفاع عن مصالحهم الخاصة ازاء ارباب عملهم. قامت الهستدروت، كما يمكن ان نقرأ اليوم ايضا في موقع الهستدروت الجديدة، «كمنظمة عليا اشتملت على جميع احزاب العمال اليهودية في البلاد». اي اذا قام اتحاد مهني عادي اعترافا بأن للعمال ولارباب عملهم مصالح مختلفة بل متناقضة، فان الهستدروت قد قامت على برنامج عكسي هو ان للاجراء ولارباب عملهم مصالح مشتركة بل متطابقة.

اتحاد مهني حقيقي: الطريق الصحيح في الاتحادات المهنية في العالم، ينتظم العمال في مصنع واحد وينتخبون ممثلية ولجنة تشكل اتحادهم المهني. ومن هنا يكون الانتظام مزدوجا: فلجان العمال في فرع واحد تنشىء منظمة عليا قطرية، مثل اتحاد عمال البناء، واتحاد عمال المعادن، واتحاد عمال الموانىء، واتحاد عمال الاتصالات وما اشبه. انتخبوا هذه المؤسسات التنظيمة في مؤتمر سنوي او كل سنتين من مفوضي اللجان. الى ذلك ينتظم ممثلو العمال ايضا على اساس محلي يؤلف بين اماكن العمل المختلفة في المدينة او في الاقليم. ينشئون لجنة سنوية او لكل سنة على اساس محلي وينتخبون مؤسساتها – مثل مجلس العمال او مجلس عمال ريشون ليتسيون.

بل ان ممثلي الاتحادات القطرية والمجالس البلدية ينشئون هم ايضا لجانا لكل سنة او سنتين. تنتخب في هذه اللجان الجهات التمثيلية التي تدير شؤون العمال على اساس قطري بين لجنة ولجنة. وهكذا تقوم المنظمة العليا القطرية للاتحادات ا لمهنية.

هل رأى احد ما احزابا ها هنا؟ لا، وليس هذا صدفة. فليس للاحزاب مكان تمثيلي في حياة الاتحادات المهنية. المبدأ المقبول هو فيدرالي خالص. فالمنظمات المهنية تنتظم من أسفل الى أعلى وتنظم في كل مرحلة الى اجسام اكثر شمولا. وعلى هذا النحو فقط تشكل تعبيرا حقيقيا عن القوة العظيمة للجماهير – كتلة العمال.

يحتفظ للاحزاب بطبيعة الامر بحق محاولة التأثير في سلوك الاتحادات، واقامة تيارات داخلها تعمل من اجل برامج خاصة تقدمها. سبيلها الى التعبير هو سبيل اولئك الاعضاء الذين ينتخبون بحسب القواعد الخاصة للاتحادات المهنية.

الهستدروت كمشروع لسلب العمال

لا شيء من هذا يميز الهستدروت في اسرائيل، التي اعلمت منذ بدئها وقد اقيمت كاتحاد بين حزبين على أنها مبنى عمودي ذو أهداف مختلفة تماما.

منذ يوم الهستدروت الاول قامت على ملعب مصالح مشتركة مع «الدولة الآتية»، والى جانب اصحاب أموال في الاستيطان الصهيوني نتاج ذلك، وتعاونت باسم هذا الاتحاد مع جهات غير عمالية تعارض لجوهر طبيعتها مصالح العمال. كانت الهستدروت مدة طويلة قوة التنظيم الوحيدة في «الاستيطان»، واستعملت قوة كاسحة عظيمة القوة في السعي الى اقامة «دولة عبرية» (يهودية)، كان يفترض ان تقوم برعاية الامبراطورية الاستعمارية البريطانية. ولدت الهستدروت، وما زالت موجودة منذ ذلك الحين الى اليوم كمنظمة تفرض التعاون الممأسس بين الطبقات.

استعملت هذه القوة، بشدة كبيرة منذ بدئها في مقابلة مجموعة طبقية كانت هي الجزء المهم لطبقة العمال في البلاد الا وهي العامل العربي الفلسطيني. كانت الهستدروت في واقع الامر منظمة مشايعة لجماعة سكان مهاجرين صغيرة ترمي الى مكافحة جمهور عمال أتى من سكان الاكثرية من ابناء البلاد.

اشار الاسم الاصلي: «الهستدروت العامة للعمال العبريين» الى النفي مسبقا لكل امكان تعاطف او عمل مشترك مع العمال الفلسطينيين. يعني هذا الاسم انه يوجد بحسب تصور الهستدروت تماتيز بين العمال بحسب انتمائهم العرقي. اقيمت الهستدروت كمؤسسة عنصرية، بالمعنى المجرد. لم تكن كذلك في مستوى التصريح. لقد عملت كمنفذة لبرنامج عنصري. كان شعارها المركزي «العمل العبري» يعني طرد العمال الفلسطينيين من اماكن عملهم. وفي الحقيقة ان هذا الطرد قد تم على قدر واسع.

كانت البلدات الزراعية – الكيبوتسات والقرى الزراعية أساس القوة المركزية للهستدروت. أخذت اراضيها من الفلاحين الفلسطينيين الفقراء الذين كانت هذه الاراضي مصدر رزقهم. اشترت مؤسسات «الييشوف» الاراضي من الاقطاعيين العرب المحليين الذين كانت صلتهم بالاراضي كلها هي جباية رسوم الايجار السنوية. تجاهلت الهستدروت ورفضت البتة المبدأ التاريخي لجميع الحركات الديمقراطية الثورية وهو : «الارض لعمالها؟» اذا اثيرت تعبيرات عن المرارة من قبل الفلاحين الفقراء المحليين المسلوبين الذين سن متحدثو «الييشوف» نشاطاتهم «العصابات العربية». شاركت الهستدروت في مصادرة أراض واستعانت بذلك بقوات الحليف، الانتداب – السلطة الاستعمارية – البريطاني.

سمت الهستدروت مشروع طرد الفلاحين الفقراء وسلبهم، من ابناء البلاد «تخليص الارض». وقالت بذلك ان الفلاحين، الذين يفلحون اراضيهم، ويعيلون بعملهم عائلاتهم الفقيرة، كأنهم أجانب ويدنسون أرضهم التي فلحوها منذ أجيال بعيدة، وأنه ينبغي «تخليص» الارض من ايديهم!

بعد 1948، تم الطرد والسلب على أيدي منظمات الهستدروت على نحو اكثر مباشرة. فالى السيطرة العامة على أراضي السكان الذين اصبحوا لاجئين في اثناء الحرب، استمر النظام العسكري للدولة وطرد في السنين 1950 – 1953 سكانا اخرين لبلدات كاملة. ان قضية برعم واقرث هي اكثرها شهرة، لكن وجدت حالات اخرى غير قليلة لبلدات اخرى، بينها بلدة المجدل (التي اصبحت عسقلان) وشاركت الهستدروت مباشرة في عملية السطو على السكان العاملين من ابناء البلاد مستعينة بكيبوتساتها وقراها الزراعية. تغطي غابات الكيرن كييمت على القرى التي اقيم على اراضيها مشروع الهستدروت الاستيطاني. المعيار المحدد هو الانتماء العرقي طبقت الهستدروت برنامجها العنصري ايضا على تنظيم محاربة السكان الفلسطينيين من ابناء البلاد، في واقع الامر. فقرب تأسيسها، في كانون الاول 1920، تحملت المسؤولية ايضا عن السيطرة على المنظمة العسكرية «الهجانا». وقد رأت «الهجنا» السكان من ابناء البلاد مع جمهور العمال فيهم عدوا يشكل جسما واحدا.

لا تستطيع منظمة عنصرية ان تكون اتحادا مهنيا الاتحادات المهنية في العالم تنظم اعضاءها بغير فروق الاصل. فوق ذلك ترى من المفهوم ضمنا ضم العامل المهاجر، بلا حواجز بينه وبين العامل المحلي الى نفس الاتحاد المهني. فالنقطة المحددة هي الانتماء الى طبقة واحدة يستغلها اصحاب الاموال انفسهم. لكن الانتماء العرقي كان هو المعيار المحدد عند الهستدروت. فقد رأت انه كان للعامل اليهودي وللبرجوازي اليهودي مصلحة مشتركة. في مقابلة ذلك، عرضت مصالح العامل اليهودي والعامل الفلسطيني على أنها متعارضة. بسبب هذا التفريق ضمن سلفا ان يكون صاحب المال دائما هو الجانب القوي في حرب الطبقات.

في الفترة الى 1948، عندما لم يكن ابعاد العمال العرب ممكنا بعد، ولا سيما في كل ما يتصل بأولئك الذين عملوا في المنشآت والمؤسسات التي أدارها الانتداب البريطاني ، قامت الهستدروت بحملة طالبت اجورا اعلى للعمال اليهود. رفض البريطانيون قبول هذا الطلب المبدئي لكنهم استعملوا سلما ذا أربعة مستويات اجور مكن من التفريق والتمييز بين العامل اليهودي والعربي.

هب أرنست بيفين، زعيم اتحاد عمال النقل البريطاني، ووزير الخارجية السابق في حكومة العمال، وأعلن: «لا، سنعارض مستويين للاجور». لكنه بالنسبة للهستدروت، كانت الاجور التفاضلية في القطاع الحكومي نتيجة اشتقت من برنامجها العنصري، وناضلت بلا هوادة من اجل المبدأ التمييزي. لم ير في الوسط اليهودي اصلا عمال عرب بسبب نشاط الهستدروت.

وجدت حالات متفرقة لظواهر شاذة: فقد أصر اتحاد عمال القطارات، والبريد، والبرق على مبدأ العضوية المشتركة وشراكة العمال العرب واليهود. حاولت الهستدروت ونجحت اخر الامر في ان تضم هذا الاتحاد الى صفوفها وفي ان تنقل العمال العرب الى قسم مستقل. احتج العمال الذين انضموا الى القسم المستقل على سياسة منظمة عمال مستقلة لليهود. في اجتماع عقد في حيفا تحدث نشيط الاتحاد عن ان العمال العرب رأوا في بطاقة عضويتهم تعبير «هستدروت العمال العبريين» ولم يستطيعوا فهم الهدف من هذا الامر. «قلت لجميع الاعضاء ان يحتجوا على كلمة عبريين، وانا على ثقة من انهم اذا فعلوا ذلك، فستوجد علاقة قوية بيننا، وينضم العرب جميعا الينا. سأكون أول من يريد الانضمام الى اتحاد وطني». لكن في سنة 1990 فقط ازيلت كلمة «عبريين».

في 1936 زمن التمرد العربي الكبير على السلطة الاستعمارية البريطانية «(الانتداب)، اعلن العمال العرب في فلسطين اضرابا عاما استمر ستة أشهر. الحديث عن احد الاضرابات الاطول في تاريخ حركة العمال الدورية. استغلت الهستدروت هذا الاضراب كفرصة ذهبية لاستبدال عمال يهود بالعمال العرب المضربين، على نحو ارضى البريطانيين ارضاء تاما. اقامت الوكالة اليهودية والهستدروت بمساعدة السلطات ميناء تل أبيب بديلا من ميناء يافا المضرب. عملت الهستدروت في هذه القضية كمنظمة لكسر الاضرابات – وهذا هو النقيض المطلق لاتحاد مهني.

التعلق بالدولة وبالاحزاب تناقض مبدئي لقد بُين أن الهستدروت تنظيم اعضاءها على أساس عرقي، وهي ترى نفسها تعبيرا عن سلطة عرقية. ثمّ من سيقولون: « لكن يوجد عضو عربي في قيادة الهستدروت». هذا صحيح لكن ذلك الشخص ممثل لحزب سياسي – ماكي – حداش، ولا يمثل جمهور عمال كاملا من أصل عربي. بقي هذا الجمهور في أكثره خارج الهستدروت، والهستدروت لا تعمل في محاولة تنظيمه. ان التنظيم المهني للعمال الفلسطينيين في هذا الجانب من الخط الاخضر مهمة يجب البدء بها ومنظمة «صوت العمل» محاولة اولى في هذا الاتجاه.

يفترض الا يكون اتحاد مهني متعلقا بالدولة وبالاحزاب السياسية. هذا مبدأ حديدي لا يمكن الاتحاد من غيره ان يمثل سائر جمهور العمال. هذه هي السبيل الى الفصل بين الصراعات الاتحادية وبين المناورات البرلمانية. لا يلغي هذا امكان ان ينتمي عمال الى احزاب تخصهم (احزاب عمال)، لكن هذه الحقيقة لا تكون ابدا حاجزا امام النضال المشترك، لان الاتحاد المهني هو الصورة الاساسية للجبهة الموحدة لجمهور العمال على اختلاف احزابهم.

في دول ما (المثال الابرز هو بريطانيا) أقامت الاتحادات أحزاب عمال، وهي تؤيدها لتعمل في الصعيد السياسي في تقديم مصالحها. لكن الاتحادات تظل مستقلة في كل ما يتصل بسياسة الحكومة. في نماذج اخرى، يحدث ان تعمل أحزاب عمال اشتراكية – ديمقراطية في اقامة اتحادات مهنية. لكن حكومات العمال او الحكومات الاشتراكية الديمقراطية ليست البتة حكومات الاتحادات المهنية، وهذه الاتحادات تحتفظ بحريتها التي تشتمل على اعلان اضراب بسبب السياسة الرسمية، حتى عندما تكون السلطة في يد حزب العمال او الحزب الاشتراكي الديمقراطي.

يناقض سلوك الهستدروت هذا المبدأ. فقبل 1948 كانت أداة في يد «الدولة الاتية» – حينما كان القصد بطبيعة الامر الى دولة «يهودية». وبعد 1948 أصبحت الهستدروت جزءا من جهاز الدولة.

اليكم مثالا واقعيا مما حدث في انتخابات الكنيست الاخيرة: لقد جند رئيس الهستدروت عوفر عيني نفسه بكامل قوته وجند القوة العامة للهستدروت لتشكيل ائتلاف بين حزب العمل والليكود (!). كان عيني، لا باراك او نتنياهو هو مهندس العمارة الحقيقي لحكومة نتنياهو الحالية. فهذه حكومة تم تشكيلها على حسب مخطط سياسي محدد وهو بيقين غريب على هدف اتحاد مهني غايته النضال من أجل المصالح العامة والمادية لجمهور أعضائه. لم تقم مصالح جمهور العمال البتة في جدول العمل في اثناء اقامة الحكومة الحالية بل العكس هو الصحيح: ففي أوج أزمة اقتصادية نامية، وحينما واجهت العمال تحديات صعبة على نحو خاص، جهد عوفر عيني وعين نفسه مشكلا لحكومة رأسمالية رجعية على نحو خاص. هذه ظاهرة غير ممكنة في أي اتحاد مهني خارج البلاد. ففي اتحاد مهني حقيقي لا توجد مصالح مشتركة بين مستغَلين والمستغِلين. ان غاية الاتحاد هي أن يمثل جمهور العمال فقط. هذا هو سبب وجوده. نحن بعيدون ههنا عن رأي الهستدروت الذي وجد تعبيرا عنه بما قالت الصحفية كيرن نويبخ في «صوت اسرائيل» في 17 حزيران 2009. اجاب عيني بلا بلبلة بالايجاب سؤالا تطرق الى اتفاق العمل الجماعي في الخدمة العامة: «اذن هل تمثلون الحكومة؟».

تحالف احزاب لم تنتخب الاتحادات المهنية مؤتمر الهستدروت كما هي العادة في الاتحادات خارج البلاد. ينتخب الممثلون للمؤتمر على أساس شخصي، بلا صلة ملزمة بالعضوية في الاتحاد او مكان العمل. يمكن ان يوجد في الهستدروت اعضاء مستقلون وأرباب عمل ايضا اي من ليسوا اجراء. من جمهورا غير متجانس من ناحية طبقية، يشتمل على العمال والعاملين وعلى اعدائهم الطبقيين، ينتخب مثل شخص واحد للمؤتمر الذي ينتخب من جهته مؤسسات القيادة المختلفة.

تجرى انتخابات المؤتمر على اساس قوائم حزبية كانتخابات الكنيست تماما. يفترض أيضا أن تكون المدد بين مؤتمر ومؤتمر أربع سنين كما للكنيست (!). لكن يحدث في الواقع ان تمتد أكثر حتى لتصل الى ست سنين.

لا تكون المدد في منظمات العمال في الخارج بين مؤتمر ومؤتمر أكثر من سنتين على نحو عام وذلك في دول ضخمة ايضا. هذه مدد تمكن الاعضاء من مراقبة سلوك اتحادهم المهني. قيل آنفا ان هذه المؤتمرات هي مرحلة نهائية في المسيرة التي تبدأ من اعضاء الاتحاد المهني في مكان العمل، وهو شيء يضمن بطبيعة الامر شكل الاتحاد الطبقي.

والخلاصة أن الهستدروت ليست اتحادا فدراليا بين اتحادات العمال، بل هي حلف بين أحزاب برلمانية. وهي ليست ممثلة للعمال في جوهرها. انها دمية نشيطة للدولة الصهيونية والبرجوازية وقد أتت لتفرغ المكان المخصص لممثلية العمال من المضمون، وهو مكان الاتحاد المهني.

ان الهستدروت لجوهر كونها منظمة تقوم على الاحزاب اشتقت بنيتها العمودية من اعلى الى اسفل. في الجزء الاعلى من السلم توجد القيادة وتحتها فروع الاتحادات. تنبع البنية العمودية للاحزاب من حقيقة ان هذه جهات تجتمع حول برنامج سياسي. في مقابلة ذلك يجمع الاتحاد المهني اعضاءه العمال على خلفية كونهم عمالا، ويبنى من اسفل الى اعلى: كل جهة منتخبة (لجنة او فرع محلي) تشارك في انتخاب الجسم أو الاجسام فوقها.

نضال الهستدروت للعمال

برهنت الهستدروت على عدم مناصرتها للعمال في عدد من النضالات المشهورة.

اضراب البحارة: في 1951 نشب اضراب عام للاسطول التجاري. تحصن البحارة في السفن، وكانت الشرطة عاجزة عن انزالهم من هناك. ارسلت الهستدروت للمساعدة (!) «سرايا العمال» وهم زعران من جهتها، صعدوا في السفن وحاولوا بالقوة ان ينزلوا من هناك البحارة المضربين بمواجهة عنيفة. انضم الجيش الى الحفل وأرسل «أوامر طارئة لخدمة الاحتياط» الى قادة الاضراب، مع تهديد واضح بان هذا قد يكون موجة تجنيد اولى فقط.

كسر الاضراب لكن البحارة تعلموا درسا، فقد تركوا الهستدروت وانشأوا اتحادا مستقلا لهم مع مؤسسات منتخبة من أسفل الى اعلى: اتحادا حقيقيا. في النضالات التي حدثت بعد ذلك لم يحتج العمال الى اجازة من اعلى في الخروج للنضال، والى متى وكيف ومن أجل أي المطالب. وقعوا فقط على الاتفاقات مع أرباب العمل كما يتطلب اتحاد مهني.

لجان العمال: في نهاية الخمسينيات وبدء الستينيات حدث ثوران كبير في المصانع واماكن العمل في مناطق المركز والشمال. ولما كان على حسب دستور الهستدروت من صلاحية المنظمة العليا ان تعلن اضرابا وان تخرج في نضال عام، توجهت لجان العمال الى قيادة الهستدروت وطلبت بدء اضراب عام. رفضت الهستدروت. كانت لجان العمال منتخبة من العمال في اماكن العمل، لكنها كانت شلاء لمجرد التزامها ان تكون خاضعة لطاعة الهستدروت. فهكذا «لجان العمل» في المصانع. وفي الواقع انتظم نشطاء لجان العمل تحت اسم آخر. انتظمت لجان العمل في منظمتين قطريتين، مع نحو من 150 لجنة عمل في كل واحدة، ونجحت في ان تبدأ وتدير اضرابات عامة. ادارت الهستدروت نضالا عنيدا للقضاء على لجان العمل. كان احد الاحداث البارزة في تلك الفترة مظاهرة لجان العمل في ميدان عيليت في رمات غان. اعلن ان المظاهرة غير قانونية، واعتقل عشرات من المتظاهرين بعضهم لاسابيع طويلة. استنتجت لجان العمل عددا من الاستنتاجات التكتيكية لكن الهستدروت نجحت في فضها ولم تواصل المبادرة لبناء اتحاد مهني حقيقي.

الاضرابات في الموانى: في الستينيات أدار عمال التشغيل في الموانىء اضرابات كبيرة بغير إذن من الهستدروت. كانت لجنة ميناء اسدود عنيفة على نحو متميز. ففي سنة 1969 ادعت الهستدروت على لجنة ميناء اسدود لـ «محكمة اعضاء» بسبب «عدم قبول طاعة الهستدروت». كانت العقوبة المتوقعة هي الطرد عن الهستدروت. وهذه مرة اخرى ظاهرة لا شبيه لها في اي اتحاد مهني. فالقيادة يفترض أن تعبر عن احتياجات المنظمات الميدانية لا العكس! ثمّ مكان لمحاكمة شاذين مثل مخلين باضراب او طرز جنائية وتهديدهم بالطرد. لكن دستور الهستدروت يطبق اجراء الطرد على قادة عمال يستجيبون للسلطة التي حصلوا عليها من رفاقهم في العمل. ينبغي أن نذكر انه كانت للطرد تأثيرات شخصية مثل سلب حقوق التأمين الصحي في صندوق المرضى. لكن تبين في «المحاكمة» ان جزءا من اعضاء اللجنة لم يكونوا اعضاءا في الهستدروت البتة... هذا ما يحدث عندما لا تبنى المنظمة العليا على اتحادات مهنية. الغيت المحاكمة بسبب عدم الاهلية.

الى هنا عن النضالات التاريخية، وينضم اليها احداث السنتين الاخيرتين: 1. اضراب المعلمين الثانويين: أدار المعلمون الثانويون في البلاد كلها اضرابا يحتذى مدة 64 يوما، من 9 تشرين الاول الى 12 كانون الاول 2007. ينتظم هذا الجمهور في «منظمة العمال فوق الابتدائيين» التي انشقت عن «هستدروت المعلمين في اسرائيل» وعن الهستدروت العامة في 1962، عندما عارضت هاتان اعلان اضراب قطري لجمهور المعلمين الثانويين. ما تزال الهستدروت تقيم «قسما للمعلمين فوق الابتدائيين» خاصا بها، لعب دور كاسر للاضراب في هذا النضال. فقد تعاون «القسم» مع ادارات المدارس (لدينا شهادات لا لبس فيها على ذلك)، في منطقتي حيفا وكرميئيل.

عملت منظمة المعلمين فوق الابتدائيين في الميدان في الاساس ومضت ادارة المنظمة على أثر الاعضاء من الاوساط. انتظم النشطاء في مراكز اقليمية، في المركز وفي القدس وفي الشمال والجنوب. أتى المظاهرة الرئيسة للمعلمين في ميدان رابين في تل أبيب نحو من مائة الف شخص من المعلمين والطلاب واباء الطلاب.

في أروقة الحكومة أصيبوا بالذعر للموجة الجماهيرية الغامرة، والتأييد العام والخوف من أن جماهير عمال آخرين قد يعملون على حسب نموذج المعلمين. استقر الرأي على التذاكي: فقد استدعى رئيس الحكومة اولمرت الى مقره، في حفل اجتماعي صغير رئيس المنظمة ران ايرز. تأثر ايرز بالتكريم الذي غمر به. و «بالصدفة» كان هنالك ايضا ايلي كوهن، المسؤول عن الاجور في وزارة الخزانة العامة. توجه اولمرت الى ايرز منافقا، وفي لحظة ما لف رئيس الحكومة اولمرت ذراعه حول كتفي ايرز، وأتى به وبرجل الخزانة العامة الى غرفة جانبية. وضع اولمرت امام ايرز وثيقة عرفت باسم «مخطط عوفر عيني» لانهاء الاضراب. أجل، عيني، رئيس الهستدروت. اكتفى «مخطط عيني» برفع الاجور بنسبة 2.5 في المائة، وكان ايرز ما يزال متأثرا بوجوده مع رئيس الحكومة فوقع وثيقة الاستسلام. كان رفع الاجور بالاتفاق هو الذي استعمل في جميع القطاعات في 2007. وكان بعيدا عن الـ 22 في المائة التي طلبها المعلمون الثانويون، بلا اي ذكر لخفض كبير لعدد الطلاب في الفصول الدراسية. لسوء الحظ، لم يجعل دستور منظمة المعلمين الثانويين للاعضاء من الاوساط سبيلا للعمل في الغاء الاتفاق المحرج (كالتصويت في اجتماعات عامة). استعملت الهستدروت أداة ناجعة لهزم الاضراب الذي كان قريبا من انتصاره. اضطر المعلمون الى اعادة جميع ساعات الاضراب على حساب اجازتهم السنوية. ووافقوا ايضا على زيادة ساعات عمل على صورة «تعليم لمجموعات صغيرة».

يجب ان يتعلم درسان على الاقل من اضراب المعلمين الثانويين. أ. ان الهستدروت كانت وما تزال منظمة تكسر الاضرابات. ب. يجب الحرص في منظمة مستقلة وديمقراطية نسبيا كمنظمة العمال على دستور يكون ديمقراطيا تماما. الاجتماعات العامة هي الجهات الضرورية لاجراء النضالات في جميع مراحلها، ويجب على مؤسسات الاتحاد المهني ان تقبل دائما إذن الميدان.

2. اضراب الجامعة المفتوحة. امتد اضراب هيئة التدريس في مراكز الجامعة المفتوحة من بدء نيسان 2009 الى أول حزيران 2009. والخلفية لذلك رفض الادارة اجراء تفاوض جماعي مع ممثلية العمال الذين انتظموا في اتحاد «قوة للعمال» قبل ذلك بثلاثة اشهر. كان وضع هيئة التدريس اسوأ وضع. فقد عمل المعلمون بلا اتفاق، وبلا فرز الادارة اموالا الى الصناديق المختلفة، ولم تسوَ مسألة الاجازات السنوية، وكان كل عامل يتوقع الاقالة آخر كل سنة.

ثبتت الادارة زمنا طويلا ورفضت استجابة المطالب. وهكذا كانت ايدي المضربين هي العليا في النهاية. وقع اتفاق عمل مع ممثلية العمال المنتخبة، اشتمل على مطالبهم قبيل عودتهم الى العمل.

لكنه مع انقضاء الاضراب خطت الادارة خطوات جديدة كي لا يتكرر انتصار العمال في المستقبل. فقد أنشأت الادارة علاقة بقيادة الهستدروت ونظمت معها اجتماعات عمال (!). كان الهدف واضحا هو تسويد الهستدروت التي غابت على نحو بارز ولم تؤيد العمال مدة الاضراب، على العمال. وذلك لسد طريق اتحاد «قوة للعمال» الذي ايد العمال وقادهم الى نجاح نضالهم في مواجهة الادارة.

برهنت الهستدروت مرة اخرى على اي معسكر تنتمي اليه: ارباب العمل والادارات. اما المعسكر الذي حاربته فهو معسر العمال. مرة اخرى يوجد الاستنتاج البسيط نفسه وهو انه يجب ان يستبدل بالهستدروت اتحاد مهني شعبي ديمقراطي ويستطيع أن يحارب من أجلهم ويرى ذلك عمله.

لا للعمال الفلسطينيين، ومعا للمستوطنين وجدت التناقضات والاخفاقات في بنية الهستدروت وعقيدتها واجراءاتها العملية تعبيرا عنها في سلوك الهستدروت مع العمال الفلسطينيين في اسرائيل.

الى سنة 1966 استعملت دولة اسرائيل نظام حكم عسكري على مواطنيها العرب. ففي كل بلدة عربية كان حاكم عسكري، واضطر كل عامل من اصل عربي الى التزود برخصة انتقال للوصول الى مكان عمله خارج بلدته. لم تخرج الهستدروت قط لتدفع عن العمال العرب سياسة الاضطهاد هذه. قُبل العمال العرب آخر الامر في صفوفها (ولن يكن مناص من ذلك) في سنة 1959 فقط، وذلك في اطار «قسم عربي» رأسه يهودي (بطبيعة الامر). منذ ذلك الحين استعمل التمييز العنصري داخل الهستدروت. لم يسارع العمال الفلسطينيون الى الانضمام للهستدروت ما عدا اولئك الذين كانوا في أطر حزبية: اعضاء مباي (العمل اليوم) وحداش وما يزالون اعضاء في الهستدروت الى اليوم. لكن كثيرين يرون مجرد العضوية في الهستدروت تعاونا مع السلطة.

عندما ألغت الدولة الحكم العسكري، ازالت الهستدروت ايضا عن اسمها كلمة «العبريين».

بعد حرب 1967 اغرقت اسرائيل بعمال من المناطق المحتلة، وفي ذروة ذلك اعتاد ان يصل اسرائيل كل يوم 150 الف عامل من الجهة الاخرى للخط الاخضر للعمل فيها. رفضت الهستدروت رفضا باتا الانشغال بشأنهم، فضلا عن ضمهم الى التنظيمات المهنية او المساعدة في تنظيمهم كقطاع. في مقابلة ذلك قبلت الهستدروت في صفوفها المستوطنين الذين يعملون في مستوطناتهم. في الخارج تستوعب الاتحادات المهنية وتنظم عمال الهجرة على نحو مفهوم ضمنا، حتى عندما لا يكون وجودهم في الدولة قانونيا. والمثال الجيد لذلك مساعدة عمال الزراعة المكسيكيين في الولايات المتحدة.

برغم ازالة كلمة «عبريين» عن اسم الهستدروت، ما تزال تعمل كمنظمة تتنكر للعمال الفلسطينيين داخل مناطق 1948. لا يغير تعيين جهاد عقل نائبا لرئيس فرع الاتحاد المهني – تولى هذا المنصب الى ما قبل سنة – هذه الحقيقة الاساسية، لان تعيين عقل كان تعيينا حزبيا – كتقليد الهستدروت – من قبل حداش التي تنشيء تحالفا مع حزب العمل على ظهور الاعضاء.

أليس الفلسطينيون مواطنو اسرائيل جزءا لا ينفصل عن جمهور العمال الذي يستغله المال الاسرائيلي؟ بلى بيقين! لكن الهستدروت لا ترى نفسها ممثلة لهم. والى ذلك ترفض الدولة ان تقبلهم للعمل في مجالات تعتبر صناعات «حساسة» كالصناعة الجوية، والموانىء وشركة الكهرباء والمطارات. هل نظمت الهستدروت ذات مرة نضالا لهذه القطيعة العرقية للعمال؟ لا. فهذه إذن منظمة عنصرية لا هستدروت مهنية.

بخلاف كل منطق عملي، تقبل الهستدروت كمفهوم ضمنا تقييد العمال من ابناء السكان من ابناء البلاد في فروع عمل كالبناء اوالخدمات التي تقل الاجور فيها. وهذا احد اسباب كون 52 في المائة من السكان العرب يعيشون تحت خط الفقر، قياسا بـ 16 في المائة من السكان اليهود (بحسب تقارير مؤسسة التأمين الوطني).

لم تقم الهستدروت قط بنضال يواجه اجراء اشراك ممثل للشاباك يمكث في وزارة التربية في لجنة لتعيين المعلمين. هذه الممثل يرفض المرشحين للتعليم على حسب «معلومات» تبلغ من مصادر في الشاباك. لم تقم هستدروت المعلمين الهستدروتية قط بنضال لهذه الظاهرة القاسية. فواضح أن المرشحين الخاضعين الذين يجيزهم الشاباك لا يكونون دائما افضل المعلمين لبلدات عرب 1948. وليس هذا بالصدفة ايضا. فلن تسلك منظمة اسست منذ البدء على أنها ضد لاتحاد مهني، منظمة تؤيد السياسة العنصرية، لن تسلك سلوك اتحاد مهني يفترض ان يخرج للدفاع عن اعضائه ازاء السلطات الرسمية.

الهستدروت تتخلى عن املاكها بعد فوز حزب الليكود في انتخابات 1977، وضع حد للامتياز الذي تمتعت به الصناعات الهستدروتية كمزودات رئيسة للمكاتب الحكومية وضربت قدرتها التسويقية ضربة شديدة. فقد دفع اتحاد «كور تعسيوت» الذي اجتمعت تحت سقفه مئات الشركات الى صعوبات شديدة وبيع لجهات خاصة في 1991. ومضت شركة «سوليل بونيه» في الطريق نفسها وعانت جفاف الطلبات الحكومية. ولم تحظى الكيبوتسات والقرى الزراعية بعد ذلك بمساعدة الحكومة السخية، وسارت في طريق الافلاس. وواجهت «شركة العمال» مصيرا مؤلما. انتخبت قيادة جديدة برئاسة حاييم رامون وعمير بيرتس في 1994. قرر هذان القضاء على شركة العمال وخصخصة صندوق المرضى العام للهستدروت. في ذلك العام تحول اسم الهستدروت الى «الهستدروت الجديدة».

بلغ المسخ نهاية طريقه. فقد قام المبنى الضخم عديم المنطق سنين طويلة الى ان قررت الدولة الصهيونية انها اصبحت تستطيع ابعاد السقالات التي ساعدت في اقامتها وصوغها في بدء طريقها. جرت على الهستدروت حمية خفض وزن شديدة. لم يعد الجسم المقلص اليوم يدعي حتى تمثل مصالح العمال، وهي دعوى ما تزال موجودة في التسعينيات عندما رأس عمير بيرتس الهستدروت.

تواجه جهاز الدولة الصهيونية اليوم تحديات صعبة مع رئاسة براك اوباما للولايات المتحدة. تكثر العلامات التي تبشر بتغيير حاد لاستراتيجية الادارة الامريكية المتعلقة بمكانة اسرائيل في المنطقة. كذلك تقتطع الازمة الاقتصادية العالمية من قدرة الدولة على المناورة. وهكذا اصبح رئيس الهستدروت الاشبين الرئيس لشراكة نتنياهو وباراك. وهكذا اصبح من يفترض أن يدير الاتحاد المهني المشكل الحقيقي للحكومة. وقع عوفر عيني «اتفاق رزمة» مع أرباب العمل والحكومة أساسه خفض الضرائب المباشرة (على الاغنياء) ورفع الضرائب غير المباشرة، وضريبة القيمة المضافة (الذي يمس بطبقات الشعب).

لا يوجد شبيه في العالم لهذا الوضع، حيث يوقع اتحاد مهني ما على اتفاق من هذا النوع. لكن ماهية الهستدروت تلائم تماما عملا كهذا، بحيث عمل عيني وحده، ولم يحترم حتى مؤسسات منظمته التي لم يطلب اليها حتى ان توافق على خطواته. عمل عيني من أجل الحكومة لا من أجل العمال كما تبين في مقابلة صحفية مع كيرن نويبخ.

الاستنتاج واحد: ينبغي ازالة الهستدروت عن طريق جمهور العمال.

تل أبيب، تموز 2009 --------------------- من اجل اقامة هستدروت اتحادات مهنية، مستقلة، ديمقراطية، قطرية عامة. فقط اتحاد مهني مستقل وديمقراطي قادر على تمثيل اعضائه، غير متعلق بالدولة وباجهزتها وبارباب العمل. الاتحاد المهني المستقل هو مفوض العمال، منظمة تجعل ازاء ناظريها مصالح العمال فقط، وتستمد قوتها منهم فقط. منظمة تحترم في كل مستوى قواعد الديمقراطية العمالية. البلد واحد، ونظام القمع الاسرائيلي الذي يسيطر عليه نظام واحد من البحر الى النهر. ازاء هذا النظام، وازاء ارباب العمل الذين يعتمدون عليه في معركة استغلالهم، يجب على نشطاء جمهور العمال وضع أسس منظمة مهنية واحدة. نحن جمهور عمال واحد! نحن طبقة واحدة! العمال من الناصرة، وحيفا، وغزة، وعكا، وتل ابيب، وجنين، هلمَ نتحد! لبناء الاتحاد المهني الكبير! مبادئ اللجنة لأجل الجمهورية الديمقراطية والعلمانية في كامل فلسطين مبادؤنا: دولة واحدة ديمقراطية وعلمانية، في كامل فلسطين، بحيث يحدد الشعب بنفسه شكلها ومضمونها. عودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم. انتخاب مجلس تأسيسيّ ديمقراطي وكامل الصلاحيات من قبل جميع سكان فلسطين؛ العرب بما فيهم اللاجئون، واليهود. دستور ديمقراطي. البنى التحتية الاقتصادية ووسائل الإنتاج الكبرى في البلاد، تكون ملك الشعب كحق ديمقراطي له بما هو يجسّد سيادته وامتلاكه لمصيره. فصل المواطنة والدولة عن الدين وعن الانتماءات الإثنية. المساواة والحرية الثقافية التامة لمركّبي سكان البلاد، ناطقي العربية وناطقي العبرية. إنشاء اتحادات تجارية حرة ومستقلة؛ أي ديمقراطية في العضوية ومستقلة عن أصحاب العمل والحكومات. فدرالية حرّة لدول الشرق الأوسط الحرّة (دول المشرق) تحدّد الشعوب بأنفسها شكلها ومضمونها. الآن! جيش إسرائيل، أخرجْ من المناطق المحتلة!!

 
 
 

Commentaires


הבמה הדמוקרטית

المنبر الديمقراطي

اللجنة من أجل دولة علمانية ديمقراطية في كل أرض فلسطين

הוועד למען מדינה חילונית דמוקרטית בכל פלסטין

© 2015 by Studio Vered Bitan. Proudly created with Wix.com

bottom of page